فصل: قال سيد قطب في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشوكاني في الآيات السابقة:

{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ}
قوله: {فَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ} لعلّ في الكلام محذوفًا مقدّرًا، وهو: فرحل يعقوب وأولاده وأهله إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه، أي: ضمهما وأنزلهما عنده، قال المفسرون: المراد بالأبوين هنا يعقوب وزوجته خالة يوسف؛ لأن أمه قد كانت ماتت في ولادتها لأخيه بنيامين، كما تقدّم.
وقيل: أحيا الله له أمه تحقيقًا للرؤيا حتى سجدت له: {وَقَالَ ادخلوا مِصْرَ إِن شَاء الله آمنين} مما تكرهون، وقد كانوا فيما مضى يخافون ملوك مصر، ولا يدخلونها إلاّ بجواز منهم.
قيل: والتقييد بالمشيئة عائد إلى الأمن، ولا مانع من عوده إلى الجميع؛ لأن دخولهم لا يكون إلا بمشيئة الله سبحانه، كما أنهم لا يكونون آمنين إلاّ بمشيئته.
وقيل: إن التقييد بالمشيئة راجع إلى قوله: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّى} وهو بعيد، وظاهر النظم القرآني: أن يوسف قال لهم هذه المقالة، أي: ادخلوا مصر قبل دخولهم، وقد قيل في توجيه ذلك: أنه تلقاهم إلى خارج مصر، فوقف منتظرًا لهم في مكان أو خيمة، فدخلوا عليه ف: {آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادخلوا مِصْرَ} فلما دخلوا مصر ودخلوا عليه دخولًا أخر في المكان الذي له بمصر: {رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش} أي: أجلسهما معه على السرير الذي يجلس عليه كما هو عادة الملوك.
{وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} أي: الأبوان والأخوة، والمعنى: أنهم خرّوا ليوسف سجدًا، وكان ذلك جائزًا في شريعتهم منزلًا منزلة التحية.
وقيل: لم يكن ذلك سجودًا بل هو مجرد إيماء، وكانت تلك تحيتهم، وهو يخالف معنى: وخرّوا له سجدًا، فإن الخرور في اللغة المقيد بالسجود لا يكون إلاّ بوضع الوجه على الأرض.
وقيل: الضمير في قوله: {له} راجع إلى الله سبحانه، أي: وخرّوا لله سجدًا، وهو بعيد جدًا.
وقيل: إن الضمير ليوسف، واللام للتعليل أي: وخرّوا لأجله سجدًا، وفيه أيضًا بعد؛ وقال يوسف: {يأَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رؤياى} يعني: التي تقدّم ذكرها: {مِن قَبْلُ} أي: من قبل هذا الوقت: {قَدْ جَعَلَهَا رَبّى حَقّا} بوقوع تأويلها على ما دلت عليه: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى إِذْ أَخْرَجَنِى مِنَ السجن} الأصل أن يتعدّى فعل الإحسان بإلى، وقد يتعدّى بالباء كما في قوله تعالى: {وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 23]، وقيل: إنه ضمن أحسن معنى لطف أي: لطف بي محسنًا، ولم يذكر إخراجه من الجبّ، لأن في ذكره نوع تثريب للإخوة، وقد قال: لا تثريب عليكم.
وقد تقدّم سبب سجنه ومدّة بقائه فيه، وقد قيل: إن وجه عدم ذكر إخراجه من الجبّ أن المنة كانت في إخراجه من السجن أكبر من المنة في إخراجه من الجبّ، وفيه نظر،: {وَجَاء بِكُمْ مّنَ البدو} أي: البادية، وهي أرض كنعان بالشام، وكانوا أهل مواش وبرية، وقيل: إن الله لم يبعث نبيًا من البادية، وأن المكان الذي كان فيه يعقوب يقال له: بدا، وإياه عني جميل بقوله:
وأنت الذي حببت شعبًا إلى بدا ** إليّ وأوطاني بلاد سواهما

وفيه نظر،: {مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشيطان بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِى} أي: أفسد بيننا وحمل بعضنا على بعض، يقال: نزغه: إذا نخسه، فأصله من نخس الدابة ليقوى مشيها.
وأحال يوسف ذنب إخوته على الشيطان تكرمًا منه وتأدّبًا: {إِنَّ رَبّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَاء} اللطيف: الرفيق، قال الأزهري: اللطيف من أسماء الله تعالى معناه: الرفيق بعباده، يقال: لطف فلان بفلان يلطف: إذا رفق به، وقال عمرو بن أبي عمرو: اللطيف: الذي يوصل إليك أربك في لطف.
قال الخطابي: اللطيف هو البرّ بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون.
وقيل: اللطيف: العالم بدقائق الأمور.
ومعنى: {لما يشاء}: لأجل ما يشاء حتى يجيء على وجه الصواب: {إِنَّهُ هُوَ العليم الحكيم} أي: العليم بالأمور، الحكيم في أفعاله.
ولما أتم الله نعمته على يوسف عليه السلام بما أخلصه منه من المحن العظيمة، وبما خوّله من الملك، وعلمه من العلم، تاقت نفسه إلى الخير الأخروي الدائم الذي لا ينقطع، فقال: {رَبّ قَدْ آتَيْتَنِى مِنَ الملك} {من} للتبعيض، أي: بعض الملك، لأنه لم يؤت كل الملك، إنما أوتي ملكًا خاصًا، وهو ملك مصر في زمن خاص: {وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} أي: بعضها، لأنه لم يؤت جميع علم التأويل، سواء أريد به مطلق العلم والفهم، أو مجرد تأويل الرؤيا.
وقيل: {من} للجنس، كما في قوله: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان} [الحج: 30]. وقيل: زائدة أي: آتيتني الملك وعلمتني تأويل الأحاديث: {فَاطِرَ السموات والأرض} منتصب على أنه صفة لربّ، لكونه منادى مضافًا، ويجوز أن يكون انتصابه على أنه منادى بحرف مقدّر، أي: يا فاطر، والفاطر: الخالق والمنشئ والمخترع والمبدع: {أنت وليى} أي: ناصري ومتولي أموري: {فِى الدنيا والآخرة} تتولانى فيهما: {تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} أي: توفني على الإسلام لا يفارقني حتى أموت، وألحقني بالصالحين من النبيين من آبائي وغيرهم فأظفر بثوابهم منك ودرجاتهم عندك.
وقيل: إنه لما دعا بهذا الدعاء توفاه الله عزّ وجلّ.
وقيل: كان عمره عند أن ألقي في الجبّ سبع عشرة سنة، وكان في العبودية والسجن والملك ثمانين سنة إلى قدوم أبيه يعقوب عليه، ثم عاش بعد اجتماع شملهم حتى كمل عمره المقدار الذي سيأتي وتوفاه الله.
قيل: لم يتمنّ الموت أحد غير يوسف لا نبيّ ولا غيره.
وذهب الجمهور إلى أنه لم يتمنّ الموت بهذا الدعاء، وإنما دعا ربه أن يتوفاه على الإسلام، ويلحقه بالصالحين من عباده عند حضور أجله.
وقد أخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال: دخل يعقوب مصر في ملك يوسف وهو ابن مائة وثلاثين سنة، وعاش في ملكه ثلاثين سنة، ومات يوسف وهو ابن مائة وعشرين سنة.
قال أبو هريرة: وبلغني أنه كان عمر إبراهيم خليل الله مائة وخمسًا وتسعين سنة.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {آوى إليه أبويه} قال: أبوه وأمه ضمهما.
وأخرجا عن وهب قال: أبوه وخالته، وكانت توفيت أمّ يوسف في نفاس أخيه بنيامين.
وأخرج أبو الشيخ نحوه عن سفيان بن عيينة.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش} قال: السرير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عدي بن حاتم في قوله: {وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} قال: كانت تحية من كان قبلكم فأعطاكم الله السلام مكانها.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن قتادة نحوه، وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن ابن زيد قال: ذلك سجود تشرفة كما سجدت الملائكة تشرفة لآدم، وليس سجود عبادة.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله: {إِنَّ رَبّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَاء} قال: لطيف ليوسف، وصنع له حين أخرجه من السجن، وجاء بأهله من البدو، ونزع من قلبه نزغ الشيطان وتحريشه على إخوته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما سأل نبيّ الوفاة غير يوسف.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ عنه قال: اشتاق إلى لقاء الله، وأحب أن يلحق به وبآبائه، فدعا الله أن يتوفاه، وأن يلحقه بهم.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله: {وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} قال: يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.
وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: يعني أهل الجنة. اهـ.

.قال سيد قطب في الآيات السابقة:

{فَلَمَّا اسْتَيْئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا}
يئس إخوة يوسف من محاولة تخليص أخيهم الصغير، فانصرفوا من عنده، وعقدوا مجلسًا يتشاورون فيه. وهم هنا في هذا المشهد يتناجون. والسياق لا يذكر أقوالهم جميعًا. إنما يثبت آخرها الذي يكشف عما انتهوا إليه: {فلما استيأسوا منه خلصوا نجيًا قال كبيرهم ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقًا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون}..
إن كبيرهم ليذكرهم بالموثق المأخوذ عليهم، كما يذكرهم بتفريطهم في يوسف من قبل. ويقرن هذه إلى تلك، ثم يرتب عليهما قراره الجازم: ألا يبرح مصر، وألا يواجه أباه، إلا أن يأذن له أبوه، أو يقضي الله له بحكم، فيخضع له وينصاع.
أما هم فقد طلب إليهم أن يرجعوا إلى أبيهم فيخبروه بأن ابنه سرق، فأخذ بما سرق. ذلك ما علموه شهدوا به. أما إن كان بريئًا، وكان هناك أمر وراء هذا الظاهر لا يعلمونه، فهم غير موكلين بالغيب. كما أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يحدث ما حدث، فذلك كان غيبًا بالنسبة إليهم، وما هم بحافظين للغيب. وإن كان في شك من قولهم فليسأل أهل القرية التي كانوا فيها وهي عاصمة مصر والقرية اسم للمدينة الكبيرة وليسأل القافلة التي كانوا فيها، فهم لم يكونوا وحدهم، فالقوافل الكثيرة كانت ترد مصر لتمتار الغلة في السنين العجاف..
ويطوي السياق الطريق بهم، حتى يقفهم في مشهد أمام أبيهم المفجوع، وقد أفضوا إليه بالنبأ الفظيع. فلا نسمع إلا رده قصيرًا سريعًا، شجيًا وجيعًا. ولكن وراءه أملًا لم ينقطع في الله أن يرد عليه ولديه، أو أولاده الثلاثة بما فيهم كبيرهم الذي أقسم ألا يبرح حتى يحكم الله له. وإنه لأمل عجيب في ذلك القلب الوجيع: {قال بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعًا إنه هو العليم الحكيم}.. {بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبر جميل}.. كلمته ذاتها يوم فقد يوسف. ولكنه في هذه المرة يضيف إليها هذا الأمل أن يرد الله عليه يوسف وأخاه فيرد ابنه الآخر المتخلف هناك.. {إنه هو العليم الحكيم}.. الذي يعلم حاله، ويعلم ما وراء هذه الأحداث والامتحانات، ويأتي بكل أمر في وقته المناسب، عندما تتحقق حكمته في ترتيب الأسباب والنتائج.
هذا الشعاع من أين جاء إلى قلب هذا الرجل الشيخ؟ إنه الرجاء في الله، والاتصال الوثيق به، والشعور بوجوده ورحمته.
ذلك الشعور الذي يتجلى في قلوب الصفوة المختارة، فيصبح عندها أصدق وأعمق من الواقع المحسوس الذي تلمسه الأيدي وتراه الأبصار.
{وتولى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}..
وهي صورة مؤثرة للوالد المفجوع. يحس أنه منفرد بهمه، وحيد بمصابه، لا تشاركه هذه القلوب التي حوله ولا تجاوبه، فينفرد في معزل، يندب فجيعته في ولده الحبيب. يوسف. الذي لم ينسه، ولم تهوّن من مصيبته السنون، والذي تذكره به نكبته الجديدة في أخيه الأصغر فتغلبه على صبره الجميل: {يا أسفا على يوسف}..
ويكظم الرجل حزنه ويتجلد فيؤثر هذا الكظم في أعصابه حتى تبيض عيناه حزنًا وكمدًا: {وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}..
ويبلغ الحقد بقلوب بنيه ألا يرحموا ما به، وأن يلسع قلوبهم حنينه ليوسف وحزنه عليه ذلك الحزن الكامد الكظيم، فلا يسرون عنه، ولا يعزونه، ولا يعللونه بالرجاء، بل يريدون ليطمسوا في قلبه الشعاع الأخير: {قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين}..
وهي كلمة حانقة مستنكرة. تالله تظل تذكر يوسف، ويهدك الحزن عليه، حتى تذوب حزنًا أو تهلك أسى بلا جدوى. فيوسف ميئوس منه قد ذهب ولن يعود!
ويرد عليهم الرجل بأن يتركوه لربه، فهو لا يشكو لأحد من خلقه وهو على صلة بربه غير صلتهم، ويعلم من حقيقته ما لا يعلمون: {قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون}.
وفي هذه الكلمات يتجلى الشعور بحقيقة الألوهية في هذا القلب الموصول؛ كما تتجلى هذه الحقيقة ذاتها بجلالها الغامر، ولألائها الباهر.
إن هذا الواقع الظاهر الميئس من يوسف، وهذا المدى الطويل الذي يقطع الرجاء من حياته فضلًا على عودته إلى أبيه، واستنكار بنيه لهذا التطلع بعد هذا الأمد الطويل في وجه هذا الواقع الثقيل.. إن هذا كله لا يؤثر شيئًا في شعور الرجل الصالح بربه. فهو يعلم من حقيقة ربه ومن شأنه ما لا يعلم هؤلاء المحجوبون عن تلك الحقيقة بذلك الواقع الصغير المنظور!
وهذه قيمة الإيمان بالله، ومعرفته سبحانه هذا اللون من المعرفة. معرفة التجلي والشهود وملابسة قدرته وقدره، وملامسة رحمته ورعايته، وإدراك شأن الألوهية مع العبيد الصالحين.
إن هذه الكلمات: {وأعلم من الله ما لا تعلمون} تجلو هذه الحقيقة بما لا تملك كلماتنا نحن أن تجلوها. وتعرض مذاقًا يعرفه من ذاق مثله، فيدرك ماذا تعني هذه الكلمات في نفس العبد الصالح يعقوب... والقلب الذي ذاق هذا المذاق لا تبلغ الشدائد منه مهما بلغت إلا أن يتعمق اللمس والمشاهدة والمذاق!
ولا نملك أن نزيد. ولكننا نحمد الله على فضله في هذا؛ وندع ما بيننا وبينه له يعلمه سبحانه ويراه..ثم يوجههم يعقوب إلى تلمس يوسف وأخيه، وألا ييأسوا من رحمة الله، في العثور عليهما، فإن رحمة الله واسعة وفرجه دائمًا منظور: {يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}.. فيا للقلب الموصول!!!
{يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه}.. تحسسوا بحواسكم، في لطف وبصر وصبر على البحث. ودون يأس من الله وفرجه ورحمته. وكلمة: {روح} أدق دلالة وأكثر شفافية. ففيها ظل الاسترواح من الكرب الخانق بما ينسم على الأرواح من روْح الله الندي: {إنه لا ييأس من روْح الله إلا القوم الكافرون}..